إن المقاصد الرئيسية التي يطلبها العلماء في التأليف تبسيط المعلومة وعرضها بما يناسب روح العصر ومتطلباته، وإن الباحث في مصنفات المتقدمين في علم أصول الفقه ليجد صعوبة بالغة في فهم عبارات الأصوليين، لما اشتملت عليه من ألفاظ صعبة وجزلة ومختصرة، ومالت إلى استعمال أساليب علماء المنطق في الحجج والبراهين ومناقشة الأدلة العقلية.
وبما أن علم أصول الفقه بالنسبة للفقه بمنزلة الأصل من الجذع والفروع، وبما أن الفقه لا يفهم دون أصول الفقه، وأن كل باحث في أي علم من علوم الشريعة لابد له من فهم الأطر الرئيسة من علم الأصول حتى يفهم ما يبحث فيه من علم، فقد كانت الحاجة ماسة في كل عصر وزمان إلى إعادة صياغة المعلومات لهذا العلم بما يتناسب مع طلاب هذا العصر، وهذا باب من أبواب تجديد العلم.
وهذا الكتاب قد بذلت فيه المؤلفة قصارى جهدها، بأن يكون كتاباً ملماً بالأطر العامة لموضوعات هذا العلم، مع بساطة العبارة ودقة المعلومة، واعتمدتْ في جمع مادته على مؤلفات الأصول القديمة منها والحديثة، وآثرت تسميته بـ ’مباحث تمهيدية في علم أصول الفقه‘ ليكون كل من يطّلع عليه على علم بأنّ المقصود منه هو إلمام الطالب أو الطالبة بالمواضيع العامة لهذا العلم دون الدخول في التفصيلات والجزئيات.