إن رسول الله r سيد ولد آدم، وهذه حقيقة شرعية يتفق عليها أهل الإسلام جميعاً، وهذا الاتفاق نعمة كبرى على هذه الأمة، ولا عبرة بمن شذَّ من الأمة في تفضيل بعض الأئمة على رسول الله r، فإن وضوح منزلة رسول الله r ومكانته لا ينكرها أحد.
ولقد انتقلت بركاته r إلى آل بيته وأصحابه، فمنزلة آل البيت كبيرة، جاءت آيات كثيرة وأحاديث متواترة في بيان ذلك، فكل ما ورد في فضل الصحابة رضي الله عنهم، فإن آل البيت عليهم السلام الذين فازوا بالصحبة هم أول من يشملهم ذلك.
فالجميع لهم فضلهم ومنزلتهم، ومنازلهم بحسب أعمالهم، فهم طبقات: فالسابقون الأولون لهم أعلى المنازل، ومن جمع الله له الصحبة والقربى وهم آله الأطهار، لهم منزلة الصحبة وحق القربى.
والكلام في هذه الرسالة عن الرحمة بين أصحاب النبي r من آل البيت وسائر الناس، فمع ما جرى بينهم من حروب إلا أنهم رحماء بينهم، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مريض القلب.
فقد جاءت في مقدمة موجزة وأربعة مباحث:
المبحث الأول: في دلالة التسمية، وأن أكثر آل البيت سموا أبناءهم بأسماء الصحابة مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة.
المبحث الثاني: في المصاهرة وذكر أمثلة على ذلك مما حصل بين آل البيت وبقية الصحابة.
المبحث الثالث: في دلالة الثناء، ذكر فيه نماذج من ثناء آل البيت على كبار الصحابة.
المبحث الرابع: في موقف أهل السنة من آل البيت عليهم السلام، وحقوق آل البيت، وموقف أهل السنة من النواصب.
ثم ختم الرسالة بخاتمة لطيفة وفهرس للموضوعات.
ينصح به: كل محبّ لرسول الله r وآل بيته الطاهرين وصحابته الميامين.