تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد
الحمـد لله مبلغ الآمـال، الموفق لصـالح الأعمـال، عالم الـسر والنجوى، ومثيب من أسس بنيانه على التقوى، أحمده ملء أرضه وسمائه، وأشكره شكراً يوجب المزيد من نعمائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتوحد بذاته وصفاته وأسمائه، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم رسله وأنبيائه، الذي جعل له الأرض مسجداً وطهوراً، وملأ به الوجود نوراً، والكون بهجة وسروراً، اللهم صَلِّ وسلم على عبدك ورسولك مُحمد وعلى آله وصحبه وآتهم من لدنك فضلاً كبيراً.
أما بعد:
فإن من أعظم الطاعات، ملازمة الجمعة والجماعات، وبناء المساجد، المُعدَّة للراكع والساجد، وعبادة الرب المعبود الواحد، وصونها من الأذى، وتنزيهها من اللغط والبذاء، والمحافظة على الصلاة بها في كل حين، كما هو دأب عباد الله الصالحين.
فقد قال خير الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام: ’مَنْ غَدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له نزلاً في الجنة كلما غدا أو راح‘( )، والاجتهاد على بنائها من المال الحلال تقرباً إلى ذي الجلال، فقد قال النبي ﷺ المرشدُ إلى العمل بالكتاب والسنة: ’من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة‘( )، فطوبى لمن بنى المساجد بالنية الصالحة، ورأى الإخلاص فيها من الأعمال الناجحة، الموضوعة
غداً في الموازين الراجحـة، وهذه سـعادة عظيمة، وموهبـة كريمـة، مخصـوصـة بمـن عَظّـَم هـذا الـدين، والدليـل عـلى ذلك قـول رب العالمين: ﴿ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ﴾[التوبة: 18].
وأحاديث الترغيب في بنائها كثيرة، ولباعث العزم عليها مثيرة( )، فالمساجد هي بيوت الله تبارك وتعالى التي يُفْرَدُ فيها سبحانه بالعبادة، قال تعالى ﴿ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ﴾[الجن: 18]، وهي مهابط الأنوار، ومجالس الأخيار، ومنازل المتقين الأبرار، وكهف العُبَّاد، وعصمة للبلاد من الضلال والفساد، ومنارة الهدى والرشاد، مـزار العارفيـن، ومـلاذ الراكعيـن والسـاجدين، ومـلجأ المهتـدين والسالكين، هي ركن المسلم الرشيد، وراحة القلب المريد، ونور وضيـاء لمن أراد أن يســتفيد، إنها تهـدي القـلوب، وتُفرِّج الكروب، وتقرّب إلى علام الغيوب، ومن دخلها كان آمناً، ومن قصدها كان راشداً، ومن أوى إليها كان سالكاً، ومن يعتصم بحبلها فقد هُدي إلى صراط مستقيم.
كيف لا يكون للمساجد هذا الإجلال، ولِمَ لا يكون لها هذا الشرف والإقبال، ومن فوق منارتها يؤذِّن خلفاءُ بلال ينادون إلى الهدى والصلاح، الله أكبر الله أكبر حي على الصلاة حي على الفلاح( ).
وأهل العلم قد أَلَّفوا في أحكامها وآدابها كتباً كثيرة، ومن هذه المؤلَّفات كتاب ’تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد‘، للعلامة الشيخ أبي بكر بن زيد الجراعي الصالحي الحنبلي (ت 883ﻫ) رحمه الله تعالى، يشتمل على الأحكام والفضائل، المختصة بالمسجد الحرام، ومسجد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، ومسجد الأقصى وغيرها من مساجد الإسلام.
ولحاجة الناس لمثل هذه المصنَّفات والمؤلَّفات، التي تشتمل على الأحكام والآداب، ومساهمة في نشر العلم أقدِّم هذا الكتاب لِمَا فيه من بيان أحكام المساجد وآدابها وعمارتها وفضلها وما ينبغي على المسلمين تجاهها.
وأختم بالشكر والتقدير لكل من ساهم في طبع هذا الكتاب
من الإخوة الفضلاء، وأخص منهم الشيخ تركي محمد النصر على
ما قام به من مجهود في المراجعة والمتابعة، والأخ الشيخ صالح سالم
النهام ومحمد باني المطيري وصباح عبد الكريم العنزي، فجزاهم الله خير الجزاء.
والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد، اللهم اجعلنا بطاعتك عاملين، وعلى ما يرضيك مقبلين، وتقبل منا صلاتنا وركوعنا وسجودنا وتضرعنا يا أكرم الأكرمين، ولا تحرمنا بذنوبنا يا أرحم الراحمين واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبـه
فيصل يوسف أحمد العلي
أما بعد:
فإن من أعظم الطاعات، ملازمة الجمعة والجماعات، وبناء المساجد، المُعدَّة للراكع والساجد، وعبادة الرب المعبود الواحد، وصونها من الأذى، وتنزيهها من اللغط والبذاء، والمحافظة على الصلاة بها في كل حين، كما هو دأب عباد الله الصالحين.
فقد قال خير الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام: ’مَنْ غَدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له نزلاً في الجنة كلما غدا أو راح‘( )، والاجتهاد على بنائها من المال الحلال تقرباً إلى ذي الجلال، فقد قال النبي ﷺ المرشدُ إلى العمل بالكتاب والسنة: ’من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة‘( )، فطوبى لمن بنى المساجد بالنية الصالحة، ورأى الإخلاص فيها من الأعمال الناجحة، الموضوعة
غداً في الموازين الراجحـة، وهذه سـعادة عظيمة، وموهبـة كريمـة، مخصـوصـة بمـن عَظّـَم هـذا الـدين، والدليـل عـلى ذلك قـول رب العالمين: ﴿ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ﴾[التوبة: 18].
وأحاديث الترغيب في بنائها كثيرة، ولباعث العزم عليها مثيرة( )، فالمساجد هي بيوت الله تبارك وتعالى التي يُفْرَدُ فيها سبحانه بالعبادة، قال تعالى ﴿ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ﴾[الجن: 18]، وهي مهابط الأنوار، ومجالس الأخيار، ومنازل المتقين الأبرار، وكهف العُبَّاد، وعصمة للبلاد من الضلال والفساد، ومنارة الهدى والرشاد، مـزار العارفيـن، ومـلاذ الراكعيـن والسـاجدين، ومـلجأ المهتـدين والسالكين، هي ركن المسلم الرشيد، وراحة القلب المريد، ونور وضيـاء لمن أراد أن يســتفيد، إنها تهـدي القـلوب، وتُفرِّج الكروب، وتقرّب إلى علام الغيوب، ومن دخلها كان آمناً، ومن قصدها كان راشداً، ومن أوى إليها كان سالكاً، ومن يعتصم بحبلها فقد هُدي إلى صراط مستقيم.
كيف لا يكون للمساجد هذا الإجلال، ولِمَ لا يكون لها هذا الشرف والإقبال، ومن فوق منارتها يؤذِّن خلفاءُ بلال ينادون إلى الهدى والصلاح، الله أكبر الله أكبر حي على الصلاة حي على الفلاح( ).
وأهل العلم قد أَلَّفوا في أحكامها وآدابها كتباً كثيرة، ومن هذه المؤلَّفات كتاب ’تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد‘، للعلامة الشيخ أبي بكر بن زيد الجراعي الصالحي الحنبلي (ت 883ﻫ) رحمه الله تعالى، يشتمل على الأحكام والفضائل، المختصة بالمسجد الحرام، ومسجد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، ومسجد الأقصى وغيرها من مساجد الإسلام.
ولحاجة الناس لمثل هذه المصنَّفات والمؤلَّفات، التي تشتمل على الأحكام والآداب، ومساهمة في نشر العلم أقدِّم هذا الكتاب لِمَا فيه من بيان أحكام المساجد وآدابها وعمارتها وفضلها وما ينبغي على المسلمين تجاهها.
وأختم بالشكر والتقدير لكل من ساهم في طبع هذا الكتاب
من الإخوة الفضلاء، وأخص منهم الشيخ تركي محمد النصر على
ما قام به من مجهود في المراجعة والمتابعة، والأخ الشيخ صالح سالم
النهام ومحمد باني المطيري وصباح عبد الكريم العنزي، فجزاهم الله خير الجزاء.
والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد، اللهم اجعلنا بطاعتك عاملين، وعلى ما يرضيك مقبلين، وتقبل منا صلاتنا وركوعنا وسجودنا وتضرعنا يا أكرم الأكرمين، ولا تحرمنا بذنوبنا يا أرحم الراحمين واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبـه
فيصل يوسف أحمد العلي
المجموعة | سلسلة كتب تحقيق التراث العربي والإسلامي |
الناشر | دار النوادر |
عنوان الناشر | دمشق |
سنة النشر (هجري) | 1432 |
سنة النشر (ميلادي) | 2011 |
رقم الطبعة | 1 |
نوع الورق | كريم شاموا |
غراماج الورق | 70 |
مصدر الورق | ياباني |
قياس الورق | 17 × 24 |
عدد المجلدات | 1 |
عدد الصفحات | 496 |
الغلاف | فني |
ردمك | 9789933418595 |
تأليف/تحقيق | تحقيق |
تصنيف ديوي |
تحميل
كلمات مفتاحية
روابط مفيدة
أقترح دوما أن تكون أحدث الإصدارات في الأعلى.
والأفضل تخصيص صفحة لها ليسهل الرجوع إليها.
وفقكم الله