القائمة
تأملات في سورة مريم
تأملات في سورة مريم
ما أجمل أن يعيـش المرء بقلبـه وفكره وروحه مع القرآن الكريم تالياً له، متدبراً آياته، مطبقاً أحكامه، ملتزماً بآدابه، متخلقاً بأخلاقه. ولقد مَنَّ الله عليَّ بطول المعايشة مع كتاب ربنا سنوات طويلة، ولقد آليت على نفسي أن آخذ برفقٍ وتأنٍّ بيد كل من يريد أن يتذوق شيئاً من تلك البلاغة القرآنية المعجزة، وكل من يريد أن ينهل من معينها الصافي المتدفق؛ ليستشعر لذة معنوية وإيمانية تفوق في متعتها وحلاوتها تلك اللذة الحسية لأطايب الطعام والشراب؛ لأن تلك اللذة المعنوية الإيمانية غذاء للروح والعقل والوجدان.
ولقد كان من تيسير الله لنا أن أتاح أمامنا فرصة الكتابة في صحيفةٍ من أشهر الصحف العربية وأوسعها انتشاراً، فكان مما كتبناه فيها سلسلة (نظرات بلاغية في آيات قرآنية) التي استمرت شهوراً طويلة، حاولت من خلالها بيان الطريقة المثلى لتدبر البـلاغة القرآنية، وذلك من خـلال التطبيق العـملي، كما بينت في مقالات أخرى شيئاً من بلاغة الحرف والكلمة في القرآن الكريم.
ولقد لاقت تلك المقالات المنشـورة قبولاً واستحسـاناً من كوكبة من الأخوة الزملاء أساتذة الجامعات وبعض السادة العلماء الذين اطلعوا عليها، هذا بجانب قطاع كبير من الأخوة القراء المتخصصين وغير المتخصصين، وهذا من فضل الله على عبده الفقير، ولقد كانت تلك الثقة الغالية، وهذا الانتشـار الواسع، والتشجيع المستمر دافعاً لي لمواصلة المسيرة، وكتابي (تأملات في سـورة مريم ـ تفسـير بلاغي تطـبيقي) هو الكـتاب الـرابع من سلسلتنا (من البلاغة القرآنية) التي نعتزم مواصلة الكتابة فيها بإذن الله تعالى.
وأحب أن أشير في مقدمة كتابي إلى أنني تجنبت التعمق في بيان المسائل البلاغية، والقضايا النحوية؛ لأن هذا ربما يكون سبباً في إعراض القارئ غير المتخصص عن القراءة، فكتـابنا هذا ليس للقارئ المتخصص فحسب، بل راعينا أن يكون تناولنا في مستوى القارئ غير المتخصص أيضاً؛ ليعم النفع، وليُقبل القراء على تذوق بلاغة القرآن الكريم، وهذا لن يكون إلا إذا تجنبنا التفلسف في إبراز المصطلح البلاغي وبيانه؛ لذا فإننا اعتمدنا المنهج التطبيقي، أي أنني أبرزت الوجـوه البلاغية مـن خلال الآيات القرآنيـة، ولم أقف أمام المصطلح البلاغي وأشرحه؛ لأنني لم أعتمد الجانب النظري؛ لأنه لا يكشف عن جوانب الإعجاز البلاغي، كما أنني كنت أميناً في النقل، ونسبت الآراء إلى أصحابها، وكنت أوافق المفسرين أحياناً، وأخالفهم متفرداً باجتهادي ورأيي في أحيان أخرى، مدعماً رأيي في كلٍّ بالدليل.
ولم أغفل في تأملاتي في ’سورة مريم‘ بيان أسباب نزول بعض الآيات، واختلاف القـراءات وبيـان بلاغتها ـ في بعض الآيات الكـريمة ـ، وكـذلك تعرضت في بعـض المواضـع للوقف والوصـل ومـدى أثرهما في المعنى، وتناولت أيضاً الجانب الصوتي والتشريحي لمخارج حروف بعض الكلمات في بعض آيات السورة الكريمة، وما يوحي به ذلك من إشارات ودلالات تخدم المعنى.
وستجد قارئنا العزيز كذلك بعضاً من الاستطرادات، ولكن لا تظن أنها لا ترتبط بموضوع الآيات؛ فإنني أحب دائماً أن أربط التفسير بالواقع المعاصر، والقضايا الاجتماعية المختلفة.
وقد عنونت الآيات الكريمة في ’سورة مريم‘ بعناوين مختلفة، بحيث يجمع الآية الواحدة أو عدة الآيـات عنوان واحـد لغرض معين. ولم يكن ممكناً وضع عناوين بلاغية لتلك الآيات الكريمة؛ لأننا لم نركز على مصطلح بلاغي بعـينه، بل تناولنا البلاغة بعلومها من خلال تحلـيل آيات سورة مريم وتفسيرها.
وأشير أيضاً إلى أنني لم أُغفل الموازنة بين الآيات المتشابهة في السورة مع الآيات المتشابهة في السور الأخرى.
وأردفتُ الكتاب بمجموعة من الفهارس هي:
1 ـ فهرس المصادر والمراجع.
2 ـ فهرس الآيات القرآنية.
3 ـ فهرس الأحاديث النبوية.
4 ـ فهرس الموضوعات.
وأخيراً... فهذا عملي المتواضع، أفنيتُ فيه الكثير من الوقت والجهد، وقد ظل ممتداً لشهور طويلة، فإن أكن قد وُفقت فهذا من فضل الله وتوفيقه، وإن كانت الأخرى فحسبي حسن النية، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وأعوذ به ـ سبحانه ـ من زلة القلم، وزلة اللسان، وزلة العمل، وهو سبحانه أعلى وأعلم بمراده، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
   الناشردار النوادر
   عنوان الناشردمشق
   سنة النشر (هجري)1433
   سنة النشر (ميلادي)2011
   رقم الطبعة1
   غراماج الورق40
   مصدر الورقياباني
   قياس الورق17×24
   عدد المجلدات1
   الغلاففني
   تأليف/تحقيقتأليف
   تصنيف ديوي
USD0
https://m.daralnawader.com/تأملات-في-سورة-مريم
 تحميل
 كلمات مفتاحية
 تعليقات الزوار
qamar alam: 

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
أنا أريد هذا الكتاب، من فضلك ارشدني كيف أجد هذا الكتاب.
email: qamarsalam@yahoo.com

2014-05-20 11:48:41 am
DJAMEL: 

BIEN

2014-05-20 11:48:41 am
nora: 

nice

2014-05-20 11:48:41 am
اسم المستخدم
كلمة المرور
 مشاركة
FacebookTwitterLinkedInGoogle