كتاب رفيع الأسلوب، مشرق الديباجة، غني بالألفاظ، يكسب قارئه ذخيرة لغويةً، وذوقاً أدبياً رفيعاً، وإن كثيراً من النصوص التي كتبت تستحق الحفظ عن ظهر قلب، لأنها من عيون الأدب، ولأن صاحبها نموذج فذٌّ من الرجال، عركته الأيام، وحنَّكته التجارب، وحمل بين جنبيه قلباً مفعماً بحب العروبة والإسلام.
يتضمن الكتاب: وصف المؤلف رحلته إلى البلد الحرام، لأداء مناسك الحج في أواخر العقد الثاني من القرن العشرين.
تحدث عن مكة المكرمة: صفتها الحسية، ومكانتها المعنوية، وكعبتها البهية، وهوي القلوب إليها من جميع البرية، كما تحدث عن مياهها في الجاهلية والإسلام، والحَرِّ في الحجاز وما يقتضيه من كثرة المياه، ولذة الماء والخضرة في البلاد الحارة، وروعة الموقف في عرفات العام ومواكب الحجاج فيها أيام دول الإسلام، كما وصف رحلته من السويس إلى جدة، ومن جدة إلى مكة، ووصف الإحرام والتلبية.
كما تضمن الكتاب: إساءة بعض من كتب عن الحجاز إلى معاني الحج وأهل الحرمين، والهدف من إنشاء الدولة العثمانية سكة الحديد الحجازية، والخطر اليهودي الصهيوني على بلاد العرب والمسلمين، ومكايد الاستعمار وخاصة الفرنسي للحيلولة دون حج المسلمين إلى مكة، ووجوب اعتناء حكومات الدنيا بأسرها بأمر الحج، وتحدَّث عن الطائف وحدودها الجغرافية، وخبر فتح النبيصلى الله عليه وسلم للطائف.
وكما تحدث عن تاريخ العرب الأولين أمثال المعنيين، والنبطيين، واللحيانيين.
ينصح به: من أحب مكة البلد الحرام، وأحب التعرف عليه من الناحية السياسية والتاريخية والجغرافية والمناخية.