هذا الكتاب هو نتاج علمي لربع قرن من البحث والتأليف والتحقيق في علوم السنّةِ النبوية المطهّرة، وهو مقدّم لطلبة العلم المشتغلين بعلوم الحديث بصفة خاصّة، وللدارسين في علوم الشريعة بصفة عامّة.
وقد قَصُرَتْ الدراسةُ فيه على الصحيحين؛ لأنّهما المُقَدّمان على كتب السّنّة قاطبة، والموصوفان بالصحة مطلقاً، فليس لهما نظير في المُصنّفات، وقد تلقتهما الأمة بالقَبول كما هو مشهور بين العلماء، بخلاف غيرها من كتب الحديث، والتي تحوي الصحيح والضعيف.
وقد تَضَمّنَ هذا الكتابُ:
* البحث الأول: دراسة أحاديثِ أحدِ الرّواة المختلِطين في الكتب الستة، وهو سعيد بن أبي عَرُوبة، وهو ثقة اختلط.
* البحث الثاني: تَضَمّنَ دراسةَ أحاديثِ رُواةٍ تَكَلّم النّقّاد في عدالتهم أو ضبطهم، ويصل الأمر ببعضهم إلى وصفهم بالكذب، أو اتهامهم بالوضع، وجاءت رواياتهم في الصحيحين أو أحدهما.
* البحث الثالث: تَضَمّنَ دراسةً عن شيوخِ مَعْمَرِ بن راشد وتلاميذِه المُضَعّف بسببهم، فهو إمام حافظ، وثقة ثبت فاضل، غير أنَّ بعض أئمة النقد ضعَّفوه في روايته عن عدد من شيوخه.
* البحث الرابع: في الرواة المتفق على إخراج حديثهم في الصحيحين، والذين قال أبو حاتم فيهم (لا يُحْتَجّ بهم)، وذلك في سبعة عشر راوياً ممن اتفق البخاري ومسلم على الإخراج لهم في صحيحيهما.
* البحث الخامس: تَضَمّنَ دراسةً تطبيقية عن رواةٍ في الصحيحين اتهمهم ابن حِبَّان بالوضع وسرقة الحديث، وعددهم تسعة.
* البحث السادس: حُكْمُ النقاد على رواة روى لهم البخاري في صحيحه بعدم السماع من شيوخهم فيها.
* البحث السابع: تحدث عن الموصوفين بالجهالة من غير الصحابة في رجال صحيح الإمام البخاري، وعددهم أربعة وثلاثون.
* البحث الثامن: بعنوان: رأب الصدع لأحاديث المتهمين بالوضع ممن انفرد بهم البخاري عن مسلم، وهم ستة رواة.
* البحث التاسع بعنوان: سويد بن سعيد بين الجرح والتعديل، فهو أحد شيوخ مسلم الذي تَكَلَّم فيه عدد من النقاد وضعَّفوه، وقد احتجَّ به مسلم في صحيحه في أكثر من خمسين موضعاً.
فجاءت هذه البحوث كاشفةً عن مدى دِقّة النّقاد من جهة، وعن المسوِّغات التي جعلت الشيخين يرويان عن أولئك الرواة من جهة أخرى، مما يجعلها خادمةً لأصحِّ كتب السّنّة المحتجِّ بها عند المسلمين، ومبرزةً مدى العناية التي بذلها الشيخان في تأليفيهما.